الحلقة الثانية العشرة (الأخيرة) من موب سايكو 100 - الموسم الثالث

وداعًا سعادتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

أحدثكم اليوم عن ثلاث صعقات.

بدأ ليل الوداع يسدل سدوله قبيل أيام، إذ فوجئت برسالة وداعية من صديق مفادها اختفاؤه في الشهور القادمة مدةً غير معلومة لانخراطه في الدورة العسكرية، فرحت أودعه وأتمنى له التوفيق وفاجأني ردّه...

 

فصُعقت حينها بعلمه أني مترجم وأيقنت الوداع اقترب. ولأصدقكم القول لا أدري كيف عرف بأني أترجم ومتى كان ذلك، لكن الحلقة إهداء للراحل شيفو، كلي أملٌ أن تتسنى له مشاهدة الحلقة قبل ذهابه...

 

مع كثرة الطلبات، وخشية الحرق، ولأنها الحلقة الأخيرة؛ حزمت عدّتي اليوم واتجهت إلى أقرب مقهًى خالٍ من الناس، واتخذت لي فيه ركنًا لأنزوي على جهازي دون إزعاج أحد، كان نصف ظهري يقابل الجدار ونصفه يقابل جهة إعداد القهوة عند الباريستا أبو خالد -ولي معه موقف طريف صار وقت خروجي-. مرت ساعة، وثانية، وثالثة، أروح فيها بين برنامج الترجمة تارةً، وتارةً في المتصفح أبحث في أتفه المواضيع لأني مجبولٌ على التسويف. فوجئت بنصف الجلسة بأبي خالد واقفًا فوق رأسي -ولعلّ وقوفه فوق رأسي ورؤيته شاشة جهازي مباشرة هي بدايات ذلك الموقف الطريف الذي حدث-. كان أبو خالد يحمل علبة ويحدثني قائلًا: "اتصل علينا صاحبك وقال XXXX هنا؟ اهدوه حلا على حسابي"، فصُعقت من الصدمة وحاولت أن أسأله لأستدلّ بأجوبته الشخص ولكن دون جدوى، أحسست حينها أني محاط بالحب والتربّص، وتعجبت أن هذه هذه التصرفات والهدايا شائعة عند الرجال؛ إذ تعودنا على الجلافة والنشفان، ولكن من يدري، لعلّ صاحب الهدية الخفي يكون معجبة أقضي معها باقي عمري، فتصير الـ"حب" الذي يكمل الـ"حبحب". (إيه فخور بتأليفي آخر عبارة!!).

 

يغلق المقهى في الثانية ليلًا، ولهذا السبب تحديدًا اخترته؛ إذ توقعت أن مكوثي هنا سيطول. لمّا جاءت الساعة الواحدة والنصف، كنت قد أنهيت معظم الحلقة وبقيت لي المراجعة، فهممت بالمغادرة لئلا أكون الزبون الأخير البثر الذي يبقي العمال حتى آخر ثانية، فكلّنا لا نطيق المكوث في دواماتنا إذا دخلت الساعة الأخيرة، فمن باب أولى أن نفعل المثل مع غيرنا ولا نعطلهم. ولما حزمت عدتي شكرت أبا خالد فوجدته مبتسمًا حتى بانت أنيابه وسألني: "إنتا تترجم أنمي؟". وهنا صُعقت صعقتي الثالثة. ابتسمت وأجبته بالإيجاب، فما كدت أؤكد سؤاله حتى راح يكلمني عن عشقه للأنمي أيام صباه، وأنه ونبيسي حتى النخاع، وأن الحب قد بلغ منه بلغًا فاتخذ من رسم الأنمي هوايةً له سائرًا على خطى أخيه. أردف قائلًا: "في أي تطبيق تترجم؟ تبي أدعمك ولا أشترك عندك شيء؟ أنا أتابع على أنمي سلاير" شكرته وأعلمته أني أترجم تحت اسم حبحب، وأحسبه انلخم قليلًا من الاسم ولكن سعة صدره دفعته إلى تجاوز الاسم.

 

لمحت في عينيه شرارة حماسة ورغبة بالحديث، فسألته عن رسماته التي يفخر بها، فقال لي إنه اعتزل مع الأسف لأنه كان يرسم "أيام الحب، لكنها راحت"، إذ كان لا ينفك يرسم "البنات"، فاحترت هنا قليلًا أيرسم البنات نفسهن أم يعني بنات الأنمي، أم أن صباه بمحبوبته واستحالة وصالها دفعه إلى رسمها ليمنّي نفسه بصورتها الرصاصية إذ انقطعت عنه صورتها الجسدية، لكنني تجاوزت هذا الموضوع مخافة فتح جرح التأم بعد عناء -ولا أحسبه التأم، فمعلومٌ أن جراح الحب تظل ندبات تتحسس بألم كلما لمستها (فانتوم بين أو هيك إشي)-. طلبت منه أن يريني رسمةً من التي ذكرها، فأراني هذه ووعدني بأنه سيريني رسمةً لأنمي "سيف النار" في لقائنا القادم، وهي أكثر ما يفخر به ويباهي به الناس. ودعت أبا خالد والابتسامة تشق وجهي مترقبًا لقاءنا القادم.

من عجيب الصّدف أن تاريخ رسمة أبي خالد قريب جدًا من تاريخ بدئي ترجمة الموسم الأول من موب سايكو، فالتاريخ في الرسمة هو 20/8/2016، وبدأت ترجمة موب سايكو في 13/7/2016، واليوم بعد ست سنين مضين أنهيها! بعد المدة لا يُصدق، ولا أظن أن حبحب الصغير ظنّ -ولو في أحلامه- أن يستمر ست سنين وأن يحظى بهذا العدد من المتابعين. ما زلت أذكر تلك الأيام التي أطير فيها فرحًا إن تجاوزت تعليقات إصداري عشرة، أو ريتويتاتي 5. أما اليوم فلله الحمد فالحب يلفّني أنى مشيت، وتصلني عبارات شكر لطيفة بشكل يومي أستأنس بها، ليس للشكر بذاته طبعًا، فلم أبلغ ذلك المبلغ من النرجسية -أظن-، ولكن لأن الناس يتفطّنون للتفاصيل الصغيرة التي أتركها مستمتعًا. ترك تلك الأمور بحد ذاته ممتع، فما بالكم بملاحظتها؟ 

استلمت هذا الموسم غير جاهز تمامًا، وانعكس هذا على التأخير، فشكرًا لصبركم! لكن للمعلومية يعني ترا حالكم أهون من حال اللي سبقوكم! ترا زمان إذا حسيتها هجّت كنت أطرح حلقتين حلقتين، أما هالموسم؟ إذا مرة مرة تأخرت صارت السبت!

كل هذا يقودنا لختامية اليوم، ختامية أصفها بذروة الأنمي وسنامه إن تأملتها حقّ تأمل، لأنها تربط كل شيء ببعضه. لم يكن موب منذ البداية أنمي أكشن أصلًا، ورسم ون الشنيع في المانقا يؤكد ذلك، وصفتها في السابق بقصة صراع مع النفس وذلك جليٌ من كل أغاني المواسم بدءًا بأغنية الموسم الأول وجهل موب بنفسه "موب، موب، ماذا تريد؟"، ثم تأكيد الأغنية على أن الاختلاف جائز وأن لكلِّ امرئ حياته. ثم نمر على أغنية الموسم الثاني التي تبدأ بالإشارة إلى انقسامات في موب، وتظلّ تشير إلى اختلاف بين جوهره وباطنه بعبارات مثل "الموب في الداخل يعكس حقيقة مضمورة، الموب محق، استعد لإطلاقي يا موب" وهلم جرًا، ممهدة الطريق للموسم الثالث. وأخيرًا تأتي أغنية هذا الموسم، مؤكدةً وجود هذا الانقسام وتدعو إلى تقبله، فلكلِّ امرئ وجهان.

بكل أمانة؟ أفضل adaptation ممكن تشوفه. حب بونز للأنمي وشغفهم به غير طبيعي! (نسيت وش ترجمة كلمة أدابتيشن، خلصت طاقتي الترجمية لسنتين قدام!)

إلى الحلقة التي طال انتظارها

التحميل

1080p - جميع الحلقات

 MEGA Softsubs - MEGA Hardsubs

 

تورنت جميع الحلقات (شكرًا لفريق العاشق للرفع!)

 

ملف الترجمة

subscene - MEGA with fonts

 

اللي مهتمين بالهاردسب، بتلقونه في التعليقات حال رفعه

 

شكرًا للذراع الأيمن ميخاو من خلف الستار

وشكرًا للأسطورة GST على الهاردسب

ولـNull على الكارا الرهيبة في الشارات

 

بداخلي ذئبان أحدهما ينام بعد أن ارتاح من ترجمة الحلقة

والآخر سيترك الكافيين أخيرًا لأن السهر ما صار له داعي

 

وداعًا يا أحبة، وشكرًا لمتابعتكم!

 آن لحبحب أن يمد رجليه