الحلقة السادسة من موب سايكو 100 الموسم الثالث

 

^ أشكال اللي تابعوا الحلقة من كرنشي يحسبوني بتأخر... هيهات

كعادتي الأسبوعية -رغم كرهي للقهوة- دلفت إلى مقهى لابتياع ما يعينني على السهر لترجمة الحلقة. أخذت أتفحص المكان بنظراتي باحثًا عن مشابك لشاحن اللابتوب، ولمحت كراسي المقهى بحسنها الخلاب المتّسق مع المكان، وخامتها الرديئة التي تقصم ظهر أي امرئ تزيد مدة جلوسه عليها نصف ساعة. يزعم البعض -وأعني نفسي- أنها -أي استخدام الكراسي الرديئة- خدعة انهال عليها أصحاب المحلات التي تقتضي طبيعتها توافد الناس عليها دقيقةً تلو دقيقة، كالمقاهي والمطاعم المزدحمة، ليضايقوا الزبائن ويجبروهم على الانصراف بعد انقضاء حاجتهم. 

رأيت في زاوية المقهى كنبة طويلة مريحة، يجلس عليها كهل طويل القامة هزيل الهيئة عديم اللحية، ناسفًا شماغة نسفة ابنة البكّار، في عينيه أثر السهر، يوزع نظراته على الجالسين كل دقيقة ومن يراه يحسبه أتى ليؤذي الخلق. غضضت النظر عنه وخرجت لأحضر حقيبتي التي تحمل لابتوبي حالما تأكدت أن مشبك الطاقة يعمل. ولمّا عدت فأجأني إذ قام متجهًا صوبي كمن يريد القتال، فارتعدت فرائصي لأني في بلدة أجنبية لا قريب لي فيها ولا نسيب، ولي مع أهلها سوابق إذ تغزّل بي لفظيًا مراهقون في حديقة بعد منتصف الليل، فلا احترموا عمري ولا شيبتي، لكنّ المقال في ذلك يطول والله المستعان على ما سنقول.

نعود إلى الرجل، لما دنا مني وأدركت أن منيّتي قد حانت، كانت آخر أمنياتي من الدنيا هي أمنية مالك بن الريب إذ حانت منيّته فقال:

 

ولمّا تراءت عند مروٍ منيتي ** وحلّ بها جسمي وحانت وفاتيا

أقول لأصحابي ارفعوني فإنه ** يقرّ بعيني أن سهيلٌ بدا ليا

 ومعلومٌ أن سهيل هو نجم. فاستحضرت حبّ الإنسان للنجوم وولعه بها، وأتى على بالي قول راينهارد: "في كلّ عصرٍ وزمان، يتأمل الناس النجوم في صغرهم ويمدون أيديهم ليقبضوا عليها بها. فتتوالى الأيام عليهم حتى يأتي يوم يدركون فيه أن أيديهم أقصر من أن تطال النجوم، وحينها يكبرون". لعلَّ مالك ترك أهله في وادي الغضا والتحق بجيش ابن عفان في لحظة طيش صبياني منه، سعيًا لأمجاد لا تُنال، ولما حضر موته أراد النظر إلى النجوم ليتيقن أن يديه لن تطالها، فكان موته شعلة أدرك بها أنه كبر.

نعود إلى الرجل مرة أخرى، لما دنا مني وأدركت أن منيتي قد حانت، تفاجأت بأنه ربت على كتفي، فعلمت أني إما قاتلٌ اليوم أو مقتول، لكنه فأجأني بقوله "والله إن تقعد مكاني لأنه أريح لك"... فلزمت عليه بالبقاء، وحلفت أني لن أطيل، فقال "والله ما أتعداك أصلًا أنا خلصت" وولاني ظهره وخرج مسرعًا. لمحت أثناء خروجه كوب قهوته نصف ممتلئ! لله دره، ما أكذبه وما أنبله. وفي هذا درس أن لا نحكم بالمناظر، وقد سبقنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المعنى البديع فقال: "ربّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرّه".

أما بعد، فقد استوقفني تعليق لأحد المتابعين الأفاضل على تدوينة الحلقة الماضية، يقول فيه:

 

 ولامسني كلامه للأمانة، أولًا للباقة أسلوبه وحسن بيانه، ثانيًا لتشديده على أنه لا يضمر لي شرًا، ثالثًا لأنه أتى بأسلوب الأخ الناصح؛ فشكرًا له. أما كلامه نفسه فقد أصاب وأخطأ، أصاب من أن ترجمتي هذا الموسم فيها زادت صعوبة مصطلحاتها (أعتقد؟)، وأخطأ إذ قال إني أسعى إلى ذلك سعيًا، وأبذل فيه جهدًا، والحق يُقال إن السطر الواحد في الحلقة لا أنظر له إلا مرتين، مرة عند الترجمة، ومرةً وأنا أتابع الحلقة بعد الترجمة لأتأكد من اتزان كل شيء. يعني أسلوبي بالترجمة كالتالي: أتابع الحلقة وأكوّن فكرة عن السياقات وأبدأ أترجم بمخي وأنا أتابع... أفتح برنامج الترجمة وأمشي على كل سطر وأترجمه بأول ترجمة تأتي على بالي بدون تفكير (واللي غالبًا تكونت من الخطوة السابقة)... أروح للسطر اللي بعده... أخلص ترجمة... أتابع الحلقة... أجي أغثكم بتدوينة طويلة... أنام وأصحى لدوامي.

ففعليًا أنا مب قاعد أتكلف بترجمتي، ولا قاعد أسعى أني أصعّب المصطلحات، بالعكس أحاول أبسطها بقدر المستطاع! في إحدى الحلقات السابقة كتبت "مدعي الفصاحة"، وجاء أحد المتابعين الأفاضل ينصحني مشكورًا باستخدام "المتفاصح"، وهي جات على بالي وقت الترجمة فعلًا لكني استغنيت عنها عشاني بديت أحس أن ترجمتي يصير فهمها أصعب! أما مسألة الاقتباس من القرآن فما أظنها كثيرة، وهي نادر ما ألاحظها صراحة وأسويها بدون قصد، والموضوع هنا عائد للنشأة والتربية والمقال فيه يطول، لكن الأكيد أني ما أسويها عمدًا وتعالى الله أن أنزل آياته مقام الهزل. ثم إن ضوابط الاقتباس تختلف، وأشعار المتقدمين طافحة بهذا الأسلوب، وللثعابي -أظن- كتاب فصّل فيه هذا الشيء.

وأنا هنا ما أخذتني العزة بالإثم، بالعكس جزاك الله خير مقدر هذا الشيء جدًا، ومقدر أنك كلفت نفسك عناء كتابة كل هذا.. الدنيا باقي فيها خير صدق! وهي ملاحظة في محلها، وربما يكون هذا موضع لغط من الأجدر اجتنابه، وبحاول أتبسّط بقدر الإمكان، والله يعين! مشكلتي أغليكم!

 

والآن إلى الحلقة

محدثكم حبحب، من الكنبة المريحة، والسلام

وأعتذر أني ما رديت على ردود الأسبوع الماضي، داهمتني أشغال فجأة وما عاد فكيت جهازي من وقتها!

 

التحميل

1080p

MEGA Softsubs - MEGA Hardsubs

 

ملف الترجمة

subscene - MEGA with fonts

 

اللي مهتمين بالهاردسب، بتلقونه في التعليقات حال رفعه

 

شكرًا للذراع الأيمن ميخاو على رفعه وفزعاته الدائمة، وللأسطورة GST على الهاردسب

 

 

صدق أن القراصنة مالهم أمان...

إلى الملتقى